إدارة المخاطر هي مهارة تميز المقامرين عن المحترفين.
يمكن لبعض المستثمرين تحقيق أرباحا مفاجئا من خلال اتخاذ مركز كبير برفع مالي وخسارة كل ذلك أسرع بمرتين عندما تنقلب السوق ضدهم. لا يتعلق الأمر بالمكان الذي تتجه إليه السوق أو الظروف القائمة في السوق، بل يتعلق بمعرفة كيفية الحد من خسائرك وزيادة أرباحك. لا يمكنك تخطي الجزء المتعلق بتقليص خسائرك والقفز مباشرة إلى زيادة الأرباح. إنها لا تعمل إدارة المخاطر بهذه الطريقة.
يعتمد الاستثمار على المخاطر السليمة، وقبل أن تعرف كيفية القيام بذلك، لا داعي للحديث عن كونك متداولا رابحا. عادة ما يستغرق الأمر أقل من سنة حتى يتعلم المبتدئ العادي ذلك، حيث يفقد حوالي 70%-80% من المتداولين جميع أسهمهم خلال السنة الأولى من التداول. يعد هذا درسا قويا حول إدارة المخاطر السيئة، ولكن إذا تم تعلمه جيدا، يمكن للشخص أن يصبح متداولا محترفا يخسر القليل عندما تتجه التداولات انهيارا ويكسب الكثير عندما يتخذ قرارا صحيحا. لذلك، دعنا ننتقل إلى أساسيات إدارة المخاطر على الفور.
قم بتخطيط تداولك وتداول خطتك
هذه العبارة مبتذلة أخرى غالبا ما يستخدمها المتداولون. بعبارة أخرى، لا يمكنك الفوز في لعبة التداول دون تخطيط دقيق. عليك قضاء بعض الوقت لمعرفة الإستراتيجية التي ستستخدمها لظروف السوق المعينة: الاتجاه، النطاق، الأسواق سريعة التقلب. كما يجب عليك تخطيط وتيرة وسرعة تداولك. يتداول البعض مرة أو مرتين في السنة، البعض الآخر مرة أو مرتين في الأسبوع، والبعض كل يوم، والبعض الآخر عشر مرات أو أكثر في اليوم. أي نوع متداول أنت؟ يجب أن تعكس خطتك جميع هذه الأشياء.
ما هي التقنيات والأدوات التي تستخدمها في التداول؟ هل هي متوسطات متحركة، خطوط الاتجاه، أنماط الرسوم البيانية، أنماط الشموع البيانية أو مزيج من المؤشرات؟ أو ربما لن تستخدم أي مؤشرات فنية بل ستعتمد على خطوط مستوى الدعم والمقاومة لتحديد إدخالاتك.
يجب لخطتك أن تشير أيضا وقت دخول السوق (ما هي الشروط التي يجب أن تكون متوفرة لك هناك لفتح التداول)، كما يجب أن تشير الخطة المكان الذي ستضع فيه إيقاف الخسارة والمكان الذي ستجني أرباحك فيه. يبدو وكأنه الكثير من الأشياء التي يجب أخذها في الاعتبار؟ كلما قلت الخسائر التي ستتكبدها، زادت أرباحك.
يمكن أن تقيم بتوسيع خطتك وجعلها بطول 10 صفحات أو أكثر، لكن تأكد من جعلها بسيطة قدر الإمكان، سهلة الفهم والمتابعة قدر الإمكان.
قاعدة 1%-2% لتقليص خسائرك
هناك العديد من الاستراتيجيات للحد من خسائرك، لكن أفضلها على الأرجح هو تحديد النسبة المئوية لرصيدك الذي ترغب المخاطرة به في كل عملية التداول. سيخبرك المحترفون المتمرسون أنك يجب ألا تخاطر بأكثر من 1% أو 2% أو بأي عملية تداول كاملة أبدا. قد يبدو الأمر قليلا جدا، ولكن إذا واجهت سلسلة الخسائر بحيث تضطر إلى الخسارة في 10 عمليات تداول متتالية (وهذا يحدث للجميع)، فلن يبدو ذلك كخسارة طفيفة.
لذلك، إذا كنت متداولا نشطا للغاية، فيجب ألا تخاطر بأكثر من 1% في أي عملية تداول واحدة، وإذا كنت متداولا طويل الأجل يتداول في التقلبات والاتجاهات، فيمكنك استخدام قاعدة 2% لتقليص خسائرك.
قم بتحقيق من مدى سرعة حصولك على نداء الهامش في سلسلة خسائر إذا خاطرت 10%، 5%، 2% و1% من رصيدك الأول في عملية تداول واحدة. إنه مجرد مثال، ولكنه يمنحك منظورا حول مدى السرعة التي يمكن أن تتحول بها الأشياء انهيارا إذا كنت تخاطر كثيرا في عملية تداول واحدة.
| عدد عمليات التداول الخاسرة قبل نداء الهامش | النسبة المئوية للمخاطرة من الأسهم في عملية تداول |
| 10 | 10% |
| 20 | 5% |
| 50 | 2% |
| 100 | 1% |
قم باستخدام طلبات إيقاف الخسارة وجني الأرباح
يمكنك الدخول إلى سوق العملات المشفرة والخروج منه يدويا أو أتمتة تداولك باستخدام طلبات أو أوامر إيقاف الخسارة (stop-loss) وجني الأرباح (take-profit) التلقائية. ما معنى ذلك؟ ذلك يعني أنك إذا قمت بإدخال BTC/USD عند 40.000$، وضعت طلب إيقاف الخسارة عند 39.000$ وطلب جني الأرباح عند 45.000$، فسيتم تنفيذ طلباتك تلقائيا إذا تم الوصول إلى أحد مستويات السعر أولا. إذا انخفض السعر إلى 39.000$ بعد شراء الزوج عند 40.000$، فسيتم إغلاق تداولك تلقائيا.
هذه الطلبات التلقائية جيدة لأنك قد لا تكون أمام جهاز الحاسوب الخاص بك عندما تبدأ السوق في الانخفاض أو الارتفاع بشكل كبير. ومع ذلك، إذا ارتفع السعر إلى 45.000$، فسيتم تشغيل طلب جني الأرباح الخاص بك، ويمكنك الاستمتاع بالربح الذي تحققه على 5.000$. ولكن، إذا لم يتم وضع الطلبات، فسوف تتكبد خسائر أكبر مما توقعت أو ستفشل في جني الأرباح عندما تصل السوق إلى منطقة جني الأرباح المحددة مسبقا.
قم بسيطرة على عواطفك
على الرغم من أننا البشر كائنات فكرية، إلا أننا غالبا ما نسمح لأنفسنا بأن توجهنا المشاعر في الاتجاه الخاطئ. في العلاقات الشخصية، غالبا ما تعمل العواطف لصالحنا، لكنها نادرا ما تعمل ذلك في التداول. يمكن للمشاعر الأكثر شيوعا، مثل الخوف والجشع، أن تعرقل جهودنا للالتزام بخطتك بسرعة.
تكمن مشكلة متابعة مشاعرك في أنك تصبح تفاعليا بدلا من أن تكون استباقيا، وهو أمر ضروري في التداول. عليك أن توقع ما يحدث في الأسواق والتخطيط لما يجب القيام به عندما تحدث الأشياء التي توقعتها.
تجعلك العواطف تتصرف بشكل عكسي. على سبيل المثال، عندما تضطر إلى السماح لأرباحك بالاستمرار، فإنك تخشى من أن سيتحول السعر، ثم تبيع بينما يستمر السوق في الارتفاع. وبالمثل، عندما ينخفض السعر، فأنت بحاجة إلى إغلاق عملية التداول الخاسرة بدلا من استمرار في الأمل في انعكاس السوق.
لا تنس أن الرفع المالي هو سيف ذو حدين
يمكنك الرفع المالي من العمل بأموالك أكبر بكثير مما تملكه. على سبيل المثال، تمنحك الرفع المالي 1:5 5$ إضافية لكل 1$ لديك. لذلك، إذا فتحت مركزا بقيمة 1.000$ برفع مالي 5:1، فإنك في الواقع تفتح مركزا بقيمة 5.000$، أي أكبر بخمس مرات من مركزك الأول.
من ناحية، يمكنك تحقيق أرباح أكبر بكثير. من ناحية أخرى، فإنك تخاطر بما هو أكثر بكثير من التداول بدون الرفع المالي. ولذلك، يمكنك أن تربح كثيرا وتخسر كثيرا بسرعة كبيرة. سيؤدي الرفع المالي بنسبة 1:5 إلى زيادة وخسارة رأس المال خمس مرات أسرع. إذا كنت متداولا يكره المخاطرة، فمن الأفضل أن تكون حريصا على كيفية استخدام الرفع المالي. يمكنك حتى أن تقرر التداول بدون الرفع المالي والاعتماد على رأس المال الذي تعهدت به فقط.
أفكار ختامية
إدارة المخاطرة هي حجر الأساس في استراتيجية التداول الناجحة. قبل أن تتعلم كيفية جني الأرباح، عليك أن تعرف كيفية حماية أسهمك وتقليل مخاطرك قبل أن تفتح مركزا. بمجرد اتقان ذلك، فأنت في طريقك لزيادة أرباحك.
